رغم التحشيد الاستراتيجي ترامب خائف من المواجهة مع ايران وروسيا ...!
محمد صادق الحسيني
رغم تحشيدهم المستمر والمكثف في خليج فارس وعلى شواطئ حيفا في استعراض واضح للعضلات ...!
فقد أكد احد اعلى مصادر الاستخبارات العسكريه في واحدة من الدول الاوروبيه في حلف الناتو لعيون الراصد على النقاط التاليه في تقييمه للوضع الاستراتيجي في مسرح العمليات "الشرق أوسطي" على الشكل التالي :
اولا : قرر الرئيس ترامب وضع الخطط التي بحثت في الرياض لإقامة حلف ناتو سني جانبا...!
وكذلك غض الطرف عن موضوع الاتفاق النووي مع ايران وانتظار ان يموت هذا الاتفاق مع مرور الزمن دون الدخول في أزمة دوليه حول هذا الموضوع.
يعود قراره هذا الى عدة عوامل أهمها:
١) النجاحات الميدانيه التي تحققها قوات الجيش العربي السوري وحلفائها وخاصة نجاحها في عزل القوات الاميركيه في قاعدة التنف وإنهاء دورها الاستراتيجي عمليا والذي كان يستهدف السيطره على الحدود السوريه العراقيه الاردنيه. وهم يعتبرون ان خطة هذه العمليات قد وضعها الجنرال قاسم سليماني مع نخبة من كبار الضباط السورين وحزب الله وقاد عمليات تنفيذها بنفسه.
٢) تؤكد الجهات العسكريه والامنيه الامريكيه من ان روسيا تدعم هذه العمليه السوريه الايرانيه العراقيه وحزب الله وتقدم للمشاركين فيها كافة انواع الدعم الاستخباري واللوجستي وهو ما يحول دون التدخل الامريكي في مجريات الميدان السوري تفاديا للصدام المباشر مع ايران فضلا عن الانزلاق الى مواجهة مع روسيا...!
حيث ان صانع القرار الأميركي يعتبر ان هذه المعركه معركة روسيا أيضاً بدليل انخراطها في الدعم الى هذا الحد.
٣) دلالات الضربه الصاروخيه التي وجهها الحرس الثوري لمواقع داعش في سورية.
المصدر الاستخباري أكد ان الرسالة الايرانيه وصلت بقوة الى المعنيين في واشنطن. لذلك فقد اتخذ قرار تبريد المواجهه مع ايران بسبب تصميمها على الذهاب الى ابعد نقاط الصراع مع الولايات المتحده وأذنابها الاقليميين على مايبدو...!
ثانيا : تسجيل ملاحظة عدم صدور اي انتقاد او موقف سلبي من قبل الجهات الامريكيه المعنيه بخصوص نجاحات الجيش العربي السوري وحلفائه المشار اليها أعلاه بالإضافة الى عمليات الزحف المستمره سواء في أرياف حلب الجنوبيه او في الباديه السوريه والتي كان اخرها سيطرة القوات السوريه على قرية حميمه واستعداداتها الجاريه للسيطرة على نقطة T 2 وخطة تطوير الهجوم بعد ذلك في اتجاهين:
- شرقا باتجاه البوكمال.
- شمالا باتجاه دير الزور.
يرى المصدر الاستخباري ان الطرف الأميركي قد سلم فعليا بخسارة معركة الحدود المشتركه.
ثالثا : يؤكد المصدر الاستخباري ان سبب زيارة حاملة الطائرات النوويه الاميركيه ، الأكبر في العالم ، جورج بوش ، وعلى متنها ٩٠ طائرة مقاتله وعشرات الصواريخ المختلفه، يتمثل فقط في محاولة الطرف الامريكي " ذر الرماد في عيون نتنياهو " ، الذي فاجئته صواريخ المقاومه الوطنيه السوريه وهو يلقي كلمة له في مستوطنة كتسرين قبل ايام ، اذا ما استثنينا البرنامج الاستعراضي الذي سيقام في ميناء حيفا المحتل يوم العيد الوطني الأميركي في ٤/٧/٢٠١٧ . ذلك المهرجان الفولكلوري الذي سيشارك فيه قسم كبير من عديد العسكريين الأمريكيين الموجودين على متن الحاملة والبالغ عددهم ٥٧٠٠ ( خمسة آلاف وسبعمائة ) .
وهذا يعني حسب المصدر الاستخباري ان هذه الحامله غير مكلفة بالقيام بأية عمليات لا ضد الجيش السوري ولا ضد القوى الحليفه او القوات الروسيه.وانما هي فقط لطمأنة الجانب الاسرائيلي بعد ان قامت وحدات حزب الله والحرس الثوري الإيراني بتثبيت وجودها على جبهة الجولان وأقامت مركز قياده عامة لها في بلدة البعث قرب القنيطره. وهذه الحقيقه يعرفها كلا من ترامب ونتنياهو حق المعرفة.
رابعا : يؤكد المصدر العسكري ان وزير الدفاع الأميركي وبعد التشاور مع رؤساء أركان الجيوش الاميركيه في اجتماع مشترك قبل عدة ايام في البنتاغون قرر ان ما يهم البنتاغون هو "محاربة الدوله الاسلاميه" فقط...! وعليه فان الجهد العسكري الأميركي سيتركز في وادي الفرات ولا غير...!
المصدر يوصي ببحث هذا الموضوع مع الطرف الروسي لانه ، اي المصدر ، يعتقد بان الأمريكيين سيحاولون إعاقة تقدم الجيش السوري باتجاه دير الزور وذلك للمناورة بقوات داعش هناك . ودليل المصدر على ذلك ان مجموعات داعش التي انسحبت من أرياف حلب قد اتجهت الى دير الزور وليس الى الرقه وان الطيران الأميركي لم يهاجمها إطلاقا...
خامسا : ويختتم المصدر معلوماته بالتاكيد على ما يلي :
١) قمة بوتين - ترامب ستعقد بالتاكيد على هامش قمة العشرين في هامبورغ بألمانيا.
٢) على عكس ما يصدر عن جهات معينه في البيت الأبيض ، خاصة تصريحات مستشار الامن القومي ماك ماستر فقد قام وزير الخارجيه الامريكي الاسبق ، هنري كيسنغر ، بالتفاهم على جدول اعمال القمه مع الرئيس بوتين شخصيا واتفق معه على كافة الموضوعات وبالتفصيل وذلك خلال لقاء مطول له مع الرئيس بوتين في موسكو قبل ايام .
٣) يؤكد المصدر ان سبب اختيار كيسنغر وليس تيلرسون لهذه المهمه يعود لعلاقة تيلرسون الشخصيه القويه جداً مع بوتين منذ ان كان مديرا لشركة أكسون موبايل وحصوله على وسام الصداقة الروسي في العام ٢٠١٢ والذي قلده اياه الرئيس بوتين شخصيا . اذ كان تكليفه بهذه المهمه سيثير حساسيات متعددة الأطراف في الولايات المتحده.
سادسا : مواضيع جدول الاعمال الرئيسيه هي :
- مرحلة ما بعد داعش في العراق وسورية.
- ضمان المصالح الامريكيه في الشرق الأوسط بعد مرحلة داعش .
- عمليات توسع الناتو شرقا وإقامة الدرع الصاروخي.
- أزمة اوكرانيا ومتفرعاتها.
اعادة تطبيع العلاقات الروسيه الامريكيه.
تجدر الاشارة الى
ان التلويح بالقوه دون استعمالها هو شكل من أشكال الحرب والابتزاز والعربده وإحدى وسائل الاستثمار السياسي.
سنة ١٩٣٨ ، وفي مؤتمر ميونيخ حصل هتلر على كل ما يريد من الدول الاوروبيه العظمى آنذاك فرنسا وبريطانيا ،. اذ ضم النمسا وتشيكوسلوفاكيا .... دون استخدام القوه.
ترامب يسعى لعقد صفقات دون الدخول في حروب.... يساعده في ذلك وزير دفاعه ماتياس .... على الرغم من بعض تصريحاته الناريه...!
الخائف يكثر من الصراخ كي يطرد الخوف من قلبه. خائفون ويحاولون إقناع أنفسهم بأنهم قادرون على التصدي لمحور المقاومة وروسيا فقط لا غير...
وتبقى اليد العليا لنا
قولوا الله
تعليقات
إرسال تعليق